الحرية والتحرر أو ميدان التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله :
ربما هناك من يستغرب من هذا الموضوع ... وربما هناك من يعتبره ضد الحرية والتحرر ... وربما هناك من يعتبره ضد الوطنية والمواطنة ... وربما ... وربما ... ولكن الموضوع غاية في الأهمية ... غاية في الخطورة لما يحمل من تداعيات رهيبة ترهب كل ذو عقل ودين وفكر مستنير .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وإلحاح هو : إلى أين نحن ذاهبين ؟؟؟؟ أو إلى أين نحن منقادون ؟؟؟؟ أو إلى أين نحن منساقون ؟؟؟ كخراف العيد صبيحة يوم الأضحى بل أضل سبيل ... مرة باسم الحرية ، ومرة باسم الوطنية ... ومرة باسم معرف شو ... الخ .
حين أعلن الشعب والشباب المصري ثورتهم المباركة على النظام المباركي هتف الجميع ،، وهلل البعض ،، وكبر البعض ... لأن البعض أعتبر أن هذه يقظة إسلامية وصحوة وطنية وانتفاضة المارد للتحرر من قيود العبودية والإذلال السياسي والشعبي والديني والشخصي .....
وعندما سقط النظام رقصنا وكبرنا وهللنا وأطلقنا الرصاص يزغرد في ربوع الوطن وسماء الحرية ...دون أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا لنتساءل ،، من صنع لنا كل هذا ؟؟ ومن يقف وراء هذا الأمر يؤذه أزى ؟؟؟ وهل هذا في صالحنا أم ضدنا وضد مصالح الأمة العربية والإسلامية ؟؟؟؟
وكي لا يفهم البعض ما يجول بخاطري خطأ أقول والله يعلم أنني ليس مع النظام المصري ولا مع غيره من الأنظمة العربية البالية والواهنة أوهن من بيت العنكبوت ... بل اعتبرها كلها فاسدة ضالة لا تراعي حرمة الله ول الدين ولا حتى المواطنة في مسارتها ولكن وحسب التجارب التي مررنا بها على مدى التاريخ أؤكد أنه ما ذهب زمان إلا والذي تلاه كان أسوء منه ، وما ذهب رئيس أو زعيم أو قائد إلا من جاء خلفه أشد فساد منه وعلى سبيل المثال لا الحصر .... كان جمال عبد الناصر سيء فجاء بعده السادات قلنا أسوء منه ثم جاء مبارك قلنا أشد سوءاً والله أعلم من سيجيء بعده (فَخَلَفَمِنبَعْدِهِمْ خَلْفٌأَضَاعُواالصَّلَاةَوَاتَّبَعُواالشَّهَوَاتِفَسَوْفَيَلْقَوْنَغَيًّا) ..
ومما سبق ومما ورد في العديد من المحافل الصحفية والإخبارية وحتى المؤتمرات نقول إن هناك أيدي سوداء ، وعقول هلامية ، ووجوه ضبابية ، تحرك كل هذا ،،، وتلعب بمصير الأمة ومقدراتها ،، لترسم سياسة جديدة بمخططات جغرافية جديدة ، وشرق أوسط جديد كما قال شمعون بيرس في كتابه (الشرق الأوسط الجديد) أو كما قالت هيلري كلنتون في بيتها الأبيض ( شرق أوسط كبير ) وإليك الشواهد .
هذا هو برنارد هنري ليفي محرك الشعوب ومفجر الثورات وصانع الكوارث في البلاد التي يدخلها .
ولقد خرج علينا بعض المتنطقين والمتفلسفين والمتشدقين الذين حركتهم الأيدي الماسونية وعلمتهم ودربتهم العقول الصهيونية ومولتهم المؤسسات والمحافل الامبريالية ليقودوا ركب الحرية ومن بينهم :
وائل غنيم 32 سنة مدير مبيعات قول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تم تدريبه وتمويله ودعمه على يد الصهيوني جارد كوهين .
وهذه هي أسماء محفوظ الناشطة السياسية المعروفة جداً قائدة الثورة المرشحة لجائزة نوبل والتي تحمل مؤهل علمي يفتخر به رابه في كلية التجارة تم طردها من الكلية سنة أولى لاستنفاذ عدد مرات الرسوب .
وهذه هي إسراء عبد الفتاح كل ما تمتلكه من مكونات الصحافة ومؤهلاتها أنها صاحبة مدونة . وكلتا الفتاتين تعرفا بأنهما تلقيا الدعم والتدريب في أسبانيا والبوسنة وأمريكا على يد يهود .
وهذا هو أحمد ماهر الناشط السياسي والقائد الفذ الذي ذهب للبيت الأبيض وتلقى هناك التدريب والتمويل والدعم الكامل المعنوي والمادي واللوجستي ..
وهذا أيضاً الناشط السياسي عامر كريم الذي يعرف نفسه على صفحته الفيس بوكية أو التيس بوكية بأنه لبرالي علماني ملحد ويقول تحت صورة له وبجانبه صاحبته : ( يا محلى البيرة في ليالي رمضان ) أما المفاجئة القنبلة التي فاجئنا بها هذا الناشط هي صورته على صفحته وهو عريان تماماً يحمل في يده جيتارة ...
أما الصاروخ الموجة .. والحدث الزلزال الذي في الحقيقة لا أجد له تعريف مناسب هو الناشطة الفذة والمفكرة الكبيرة الأمورة الحلوة القائدة الزعيمة علياء ماجدة المهدي والتي فاجأت الجميع بقذيفة صاروخية عابرة للقارات حين وضعت صورتها على صفحتها في الفيس بوك أو التيس بوك عارية تماماً (ملط) إلا من جوز جرابين وجزمة في قدمها للأمانة العلمية في النقل .. كما أنها تقول هذه حرية شخصية ، وأن من حق الفتاة وحريتها المطلقة التصرف بجسدها متى تشاء وكيفما تشاء دون رقابة ولا محاسبة ،، وتضيف أنه من المهزلة أن تخنق الفتاة بما يسمى غشاء البكارة وأن تجسد شخصية الفتاة وعفافها في هذا الغشاء لذلك من حق الفتاة التصرف بغشاء بكارتها كيفما تشاء ووقتما تشاء ....
ملاحظة : جميع الأسماء السابقة الذكر هم من قادة الثورة في مصر تحت ما يعرف بجماعة وشباب 6 ابريل حفظهم الله ورعاهم زخراً للوطن والمواطن والأمة ... ولمزيد من الإطلاع والتحقيق يمكنك كتاب أي من هذه الأسماء على قوقل وسترى العجب .
ومن جانب أخر نجد أن الثورة المصرية وثورات الربيع العربي فجرت في الوطن فراغ أمني وسياسي بل وعقائدي أيضاً يكاد أن يعسف بالأمة جمعاء ... حيث ولدت الكثير من الآراء والمعتقدات والجماعات الفكرية وعلى جميع المجالات والتيارات السياسية والدينية والتربوية والعقائدية وحتى العسكرية .. فعلى سبيل المثال لا الحصر ...
هذا أحد المفكرين والناشطين والزعماء المتوجين سليم العوا وهو يعتبر مفكر إسلامي يقول ليس هناك ما يمنع أن يتولى الرئاسة رجل مسيحي طالما أنه جيد ... كما أن هذا المفكر المسلم يدافع عن الشيعة وعن الخميني أكثر من الشيعة أنفسهم ،،، بل يرفض فكرة الدولة الدينية ويقول ليس في الإسلام دولة دينية بل دولة مدنية لا يهم من يتوالى إدارة شئونها ... ثم يأتي مفكر أكر يوجد فكر أخر ورؤيا أخرى ويستمر الجدل ،، ويستمر اللغط ،، ويستمر الأعداء ،، وتستمر الماسونية والصهيونية في الاستغلال والنفخ في الجمر كي تشب الحرائق هنا وهناك ...
أما من ناحية ثالثة : فقد اطلعت بالأمس على استفتاء في الشارع المصري عن سؤال يوجه للشباب المراهق صدقوني لم أجد فيه إلا المراهقين ... والسؤال هو : ماذا تعمل لو كان أبو أحد فلول النظام البائد ؟
ماذا كانت الإجابات .... اقتله ،،، أتخلى عنها ،،، أتنكر له ،،، إحداهن تقول أدوسه بقدمي ،،، أولع فيه ،،، حأعتبر انه مليش اب أصلاً ،، مش هاعرفه تأني ،،، يطلع بر بيتي ،،، علطول أشيله بمعنى اقتله ،،، الخ .. وقد نسى هؤلاء أو تناسوا قول رب العزة : (وَإِنجَاهَدَاكَعَلىأَنتُشْرِكَبِيمَالَيْسَ لَكَبِهِعِلْمٌفَلَاتُطِعْهُمَاوَصَاحِبْهُمَافِيالدُّنْيَامَعْرُوفًا) ...
أما من ناحية رابعة فقد تم فتح قناة فضائية في الجمهورية العربية المصرية تقدم برنامج باسم كوميك كلب أو إن شأت فسميه ( كومت كلاب ) واحسبه كذلك يقوم باستضافة عدد من الفنانين والفنانات يتحاورون ويتشاورون ويضحكون من خلال مجموعة من النكت السكسية البذيئة التي يندى جبين الرجل أن يقولها لأعز أصدقائه في سرية مطلقة فما بالك حين تكون مثل هذه النكت من أنثى وعلى الهواء يشاهدها ملايين الناس منهم الكبير والصغير والمراهق والعفيف والشيخ والعالم والجاهل ... الغريب في الأمر أن إحداهن تحمد الله على زوال النظام القديم الذي بزواله استطاعت أن تضحك وتنكت من خلال البرنامج الموقر بحرية ... تلك هي الحرية التي نصبو إليها ...
وقد صدق من قائل ( سعد زغلول ) : إلا أيتها الحرية كم من الجرائم ارتكبت باسمك .

هذا غيض من فيض من الشارع المصري والمجتمع العربي الإسلامي الذي يعد قلب الأمة النابض وزخم قوتها ومصدر أول من مصادر مواردها العامة بعد فلول نظام حسني مبارك

والسؤال الذي لا يزال يتكرر بإلحاح : ويفرض نفسه بقوه :
إلي أين نحن متجهون ؟؟؟؟ إلى أين نحن سائرون ؟؟؟ وماذا تخبئ لنا الحقبة الزمنية القادمة ؟؟؟